Wednesday, September 13, 2006

دخلت المسجد الحرام وأنا في الفلبين

دخلت المسجد الحرام وأنا في الفلبين

أنا أخوكم في الله (علي) وكان اسمي قبل الإسلام (بيدرو) وأنا فلبيني الجنسية، وقد كنت أعتنق الديانة النصرانية قبل اعتناقي الإسلام؛ لأن الديانة النصرانية كانت منتشرة بين أفراد المجتمع الفلبيني، كما أن هناك بعض الأسباب الأخ


مثل: التساهل في الأحكام والتشريعات، وتشبع فكر المجتمع المحيط بي بعدم وجود الحساب والعقاب بعد الموت، بحيث يمكن للإنسان التكفير عن ذنوبه بواسطة رجال الكنسية المزعومين، وعلى أساس هذا المبدأ الخاطيء في الحياة كان المرء يقوم بعمل المنكرات بجميع أنواعها وأشكالها من خيانة، وكذب، ولعب، ومعاشرة النساء دون الخوف من وجود الرقيب أو الحسيب، أو حتى التفكير لمجرد لحظات في الدار الآخرة والثواب والعقاب، ولم يجعل في نفسه مكاناً للتفكير ولو لوهلة وجيزة عن السبب الحقيقي الذي وجد من أجله في هذه الحياة، مع أن الله سبحانه وتعالى قد وهب لنا نعمة العقل للتفكير والتدبر، وميزنا بها عن سائر الخلق.

إخواني في الله، إن مقدرة الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء، وعندما يكتب أمراً على العبد فهو مقدر وحاصل بمشيئته لا محالة، وقد كتب لي الهداية بعد موقف صغير حدث لي سوف أذكره لكم لعله يكون عبرة لمن أراد أن يعتبر، ويسلك طريق النجاة ويبتعد عن الخطر، وأسأل الله لكم الهداية قبل أن يأتي يوم لا يوجد منه مفر.

قد كانت البداية عندما رأيت رؤيا في المنام:

أيت نفسي فيها أسير في إحدى الطرقات في داخل أحد الأحياء، ومن ثم توقفت أمام بناءٍ كبير يختلف كل الاختلاف في طريقة البناء المعروفة لدينا، ولعل أهم شيء كان يميز ذلك المبنى أنه يوجد به مجموعة كثيرة من الأبواب المفتوحة، فأكملت المسير حتى وصلت إلى أحد الأبواب، ودخلت منه إلى داخل المبنى، وإذا بي أمام ساحة كبيرة يوجد بها الكثير من البشر بمختلف جنسياتهم وأشكالهم وألوانهم، وقد لبسوا رداءً أبيض موحداً، ووضعوه بشكل مميز بحيث لا يظهر اختلافاً فيما بينهم، وكانوا يمشون خلف بعضهم على شكل مجموعات، ويلهجون بالدعاء، ويدورون حول مبنى متوسط الحجم يقع في المنتصف من الساحة قد غطي بغطاءٍ أسود، ويظهر عليه بعض الكتابات التي لا أعرف معناها، فعجبت لذلك. ودُهشت وسألت نفسي

اهذا المبنى الأسود الذي يدور حوله هؤلاء الناس؟! ماهي أهمية ذلك البناء؟! لماذا هؤلاء الناس يقومون بلباس نفس الرداء؟! ماهذا المكان الذي جمع الناس بمختلف جنسياتهم وأشكالهم؟! هل هي طقوس جديدة لا علم لي بها؟؟.

ي خضم هذه الأحداث لفت نظري شيء آخر كان له نفس التعجب الذي وجدته من البناء الأسود السابق ذكره وهو اجتماع الناس عند نقطة معينة في تلك الساحة، فلما ذهبت إليها لأرى سبب ذلك التجمع، وجدت ينبوعاً صغيراً من الماء قد انفجر من باطن الأرض، يصب في جدول صغير، وكان الناس يشربون ويغتسلون منه فعجبت لذلك وزادت الحيرة في نفسي، وخطرت لي أسئلة جديدة مثل: ماهي هذه المياه؟! ولماذا يحرص الناس على الشرب والاغتسال منها؟! حاولت أن أجد تفسيراً منطقياً لما يحدث لي لكني لم أستطع وشعرت بعظمة ذلك المكان ومدى أهميته

ستيقظت في صباح اليوم التالي، وكانت الرؤيا ما تزال عالقة في ذهني ولم أعط الموضوع أهمية كبرى، وذهبت لقضاء بعض المشاغل الخاصة بي، ومضى اليوم كغيره من الأيام وأرخى الليل سدوله ونمت كعادتي، فرأيت الرؤيا عينها بنفس تفاصيلها السابقة، وهنا بدأت أفكر بعمق وأسأل نفسي: هل هناك شيء يتعلق بهذه الرؤيا يختص بي؟! ووجدت في نفسي إلحاحاً لمعرفة هذا المكان، والذهاب إليه، ولكني لا أعلم أين هو؟

ثرت الاستفسارات في نفسي ولم أجد لها جواباً.

عد الأحداث التي مرت بي وخلال أسبوع واحد حصلت على عقد عمل بالمملكة العربية السعودية في إحدى الشركات، وحضرت إلى المملكة، ولا أخفيكم خبراً بأنني كنت خائفاً من المجتمع المسلم لما سمعت عنه من كلام، حيث عرفت بأنهم سيئون في المعاملة مع الناس، ويقومون بالقتل بدون هوادة ولا رحمة، يعيشون على مبدأ قوة السلاح بدون التفاهم ومحاولة الوصول لحلولٍ سلمية. وبسبب تلك الصورة حرصت أشد الحرص على عدم التعامل معهم أو الحديث إليهم في أي أمر كان؛ وذلك تحاشياً للخوض معهم في كلامٍ قد أدفع حياتي ثمناً له.

ي أحد الأيام كنت أجلس مع بعض الأصحاب أمام شاشة التلفاز بعد الانتهاء من العمل وعند متابعتي لبرامج التلفزيون رأيت نفس المكان الذي رأيته في الرؤيا بكامل تفاصيله كما سبق أن رأيته في المنام، فدهشت لذلك، وحاولت أن أجد الرابط بين تلك الرؤيا وبين حياتي التي أعيشها فلم أستطع، فدعاني ذلك الأمر إلى سؤال أحد الأشخاص المتواجدين معنا في الغرفة عن ذلك المكان وأين يقع؟! فأخبرني بأنه المسجد الحرام في مكة المكرمة، وأنه أهم أماكن العبادة عند المسلمين، فسألته عن ذلك البناء المغطى بالسواد، فأخبرني بأنها الكعبة المشرفة، وهي أول بناء قام ببنائه أحد الأنبياء المرسلين من الله سبحانه وتعالى عندما جاء إلى جزيرة العرب، وسألته كذلك عن الماء الذي رأيته فأخبرني بأنه ماء زمزم وهو الماء الذي أوجده الله لمساعدة ابن ذلك النبي، وأن جميع هذه الأمور بكامل تفاصيلها معروفة لدى المسلمين، فاستغربت كيف يأتيني أمر يتعلق بدين المسلمين وأنا لست واحداً منهم؟! ودفعني ذلك إلى البحث عن كتب المسلمين، ومحاولة معرفة بعض المعلومات عنهم، وعن دينهم، وعن نبيهم، وعن كتابهم المقدس خاصةً وأني كنت أحمل في طيات نفسي صورة عن المسلمين تقوم على أنهم مجموعة من الإرهابيين والقتلة، وذلك بالطبع نتيجة لما ذكر عنهم لدينا في وسائل الإعلام، وكنت أحمل التخوف منهم في نفسي.

رأت كثيراً عن الإسلام لمدة ستة أشهر متتالية، وكنت في كل يوم أكتشف شيئاً جديداً في هذا الدين العظيم ويزداد تعلقي بالمسجد الحرام، وأتمنى زيارته، وأشعر باللهفة إليه، ومما زاد قناعتي بالدين الإسلامي حسن التعامل الذي وجدته من المسلمين والتي غيرت الصورة التي كنت أحملها عن المسلمين من كره إلى محبة، وبعد فترة وجيزة من الزمن تيسر لي الإسلام ولله الحمد في أحد مراكز الجاليات بعد أن وجدت الطمأنينة في العبادة، وراحة قلبي وشعرت بأني مخلوق في هذه الدنيا، وأن وجودي في هذه الدنيا من أجل شكر الله سبحانه وتعالى على نعمته على العباد بالإسلام، كما أنني أشعر بأني أمتلك جميع العالم وليس لي حاجة من متاع الدنيا إلا ما يبلغني في حياتي إلى الدار الآخرة، وقلبي دائماً متعلق بالبيت الحرام الذي كان بعد الله سبباً في اعتناقي الإسلام.

هذه القصة من مجلة الجندي المسلم عدد 117





0 Comments:

Post a Comment

<< Home